عظمة القرآن في المجال التشريعي

 

,عظمة القرآن في المجال التشريعي

ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا {الإسراء 70 } صدق الله العظيم

الله كرم كل بنى أدم وهذا ما نراه ونعرفه بغض النظر عن لونه وجنسه وعقيدته وحرمة الدم على نفس مستوى التكريم ولا تقل عنه وقد أكد ذلك المولى عزوجل فى محكم أياته

أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ۚ {32} صدق الله العظيم

فلا يجوز قتل إنسان بغير ذنب وهذا ما نراه فى هذه الإيام والخطورة الشديدة تكمن فى أن أجهزة مخابرات لثلاث دول عربية طائفية ومذهبية ومخابرات دولة أسلامية مذهبية ومخابرات لدولتين أجنبيتين كل هؤلاء يعملوا على تجنيد شباب أهل السنة من المسلمين وتملاء عقولهم بأفكار خاطئة عن الجهاد والتكفير وتقوم بمدهم بالمال والسلاح والمتفجرات ثم تدفع بهم لتنفيذ عمليات قتل للأبرياء بدعوى الجهاد وهو براء منهم ومما يزعمون بل الأخطر من كل ذلك قيامهم بعمليات القتل بأسم الدين مما يجعل أعداء الأسلام يصفون الأسلام كله بالإرهاب وفى حديث صريح للجميع أن المسلمين هم من يتم قتلهم فى مذابح جماعية مذابح صريحة وواضحة ضد المسلمين فى البوسنة وكذلك ما يحدث لأهل السنة فى سوريا والعراق مجازر صريحة وواضحة وما يحدث للمسلمين فى راكان بورما وفى الهند وفى الصين مذابح صريحة وما يحدث للمسلمين فى دولة افريقيا الوسطى مذابح وأجبار على ترك الدين ورغم كل هذا وذلك فلم يجرؤ أحد على أن يصف عقيدة أؤلئك الذين يقومون بتلك المذابح بالأرهاب ولكن الأسلام هو الوحيد الذى يصفه الارهابيون القتله بأنه دين أرهاب وعنف فمتى نفيق ؟؟؟؟؟؟

كما أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم يكثر الهرج (( وهو القتل )) حتى لا يدرى القاتل فيما قتل ولا المقتول على أى شئ قتل صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم

يطلب الإسلام من المسلم أن يعامل الناس جميعًا بالأخلاق الفاضلة، والمعاملة الحسنة، وحسن المعاشرة، ورعاية الجوار، والمشاركة بالمشاعر الإنسانية في البر والرحمة والإحسان، وهي أمور يومية وشخصية وحساسة وذات تأثير نفسي كبير، بدءًا من معاملة الأبوين المشركين، إلى الإحسان للأسير، إلى الإنفاق على الأقارب وصلة الرحم والجيران غير المسلمين حيث أقر الشرع للجار غير المسلم حقوق كثيره لا توجد فى أى تشريعات أخرى حتى الذين يزعمون أنهم دعاة حقوق الأنسان

وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزور أهل الكتاب ويكرمهم ويحسن إليهم، ويعود مرضاهم، وسار المسلمون على سنته ونهجه طوال التاريخ وكان هذ السلوك القويم أحسن وسيلة للدعوة للإسلام، والترغيب فيه والتحبيب بأحكامه، مما دفع الملايين إلى اعتناقه

بل أن التجار المسلمين هم من أسلم على أيديهم أعداد كبيرة من أهل شبة القارة الهندية لصدقهم وأمانتهم وحسن معاملاتهم

وإن منهج الإسلام في المعاملة الإنسانية لا يفرق بين الناس في الدين والعقيدة، لذلك أوجب إقامة العدل بين جميع الناس، ومنع الظلم عامة وحمى الدماء والأبدان والأمـوال والأعراض للمسلميـن ولغير المسلمين وأمر بالإنصاف ولو مع العداوة واختلاف الدين، قال تعالى: (( يَـأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ للَّهِ شُهَدَاء بِٱلْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَانُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ ٱعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ إِنَّ ٱللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ )) {المائدة8 }

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من ظلم مُعاهِدًا، أو انتقـصه حـقًا أو كلفه فوق طاقته، أو أخذ منه شيئًا بغير طيب نفس منه، فأنا حـجيجه يوم القيامة» وروى الخطيب -بإسناد حسن- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «من آذى ذميًا فأنا خصمه، ومن كنت خصمه خصمته يوم القيامة»، وفي رواية للطبراني -في الأوسط- بإسناد حسن، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «من آذى ذميًا فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله» فهذا هو ديننا وهذه هى شريعتنا

وسائل المحافظة على الدين من جانب البقاء

والمقصود بها الوسائل التي انتهجتها الشريعة في المحافظة على الدين بعد حصوله، لصيانته وإزالة العوائق من طريقه، وتزكيته في النفوس

ومن هذه الوسائل:-

أولا :- كفالة حرية العقيدة والتدين وحمايتها فالإسلام لا يكره أحدا على اعتناقه، ويسمح بتعايش مختلف الأديان داخل دياره وفي رحاب دولته، ويترك الحرية لأهل الأديان في عقائدهم وممارستهم التعبدية وتصرفاتهم المدنية كما قال صلى الله عليه وسلم:( لهم ما لنا و عليهم ما علينا) بل إن من أهداف الجهاد الإسلامي تأمين حرية الاعتقاد والتدين والدليل قائم وملموس حتى وقتنا هذا حيث أن غير المسلمين الذين يعيشون فى وسط أغلبية مسلمة تجدهم يأمنوا على أنفسهم وأموالهم وأعراضهم

ثانيا :- تشريع الجهاد تمكينا للدين، ودرءً للعدوان وحماية للاعتقاد قال تعالى﴿ وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ﴾ {البقرة 190} ﴿ وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا ﴾ {النساء 75}

ثالثا :- الالتزام بتعاليم الدين وتطبيقها بعد القناعة بها، وبذلك تظل للدين حيويته في النفوس وأثره في الوجدان، ومن هنا قرن الإيمان والعمل الصالح في كثير من نصوص القرآن، إذ كثيرا ما يرد في القرآن﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ﴾ {البقرة 277}

وقد أكد التشريع على حماية النفس البشرية من الأعتداء عليها

ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب لعلكم تتقون{ 179 } وذلك أن القاصد للقتل إذا علم أنه إذا قَتَل يُقتل يمتنع عن القتل فيكون فيه بقاؤه وبقاء من هم بقتله

قوله تعالى ) ولكم في القصاص حياة( أي بقاء وقيل في المثل القتل أنفى للقتل

ويوضح هذه الأية ويشرحها تقرير دولى صدر يقرر بأن أقل دولة من دول العالم فى جرائم القتل تكون المملكة العربية السعودية ومن هنا نعرف أن شدة العقوبة منعت وقلصت من فرص إرتكاب الجريمة ورغم ذلك تجد من يوجة الأتهام للشريعة بالقسوة فى هذا الحكم ولكن لا يعلمون أن الهدف الرئيسى من شدة العقوبة هو للمنع

وفى ذلك قمة الإعجاز التشريعي الذى يؤكد على أن القصاص فيه حفاظ على الحياة

﴿وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ﴾ [{البقرة179}

يبين وجه الإعجاز في الآية القرآنية الكريمة

في الوقت الذي يشعر الناس فيه بالقلق وبخلل واضطراب في القانون الدولي المعاصر، مع انتشار ظاهرة الفوضى والإرهاب والعنف وحبّ السيطرة في العالم وشيوع الظلم والفساد، وغلبة القوة والأهواء والشهوات، وفساد الأخلاق، يأتي هذا البحث للإشارة إلى المنابع المثالية للتشريع المعجز وهو القرآن، ليبرز ما قدمته النصوص من تشريعات وأحكام وقوانين تحقق السعادة للإنسان لا يستطيع وضعها الفكر البشري على وجه التحدي، إذ أثـبـتـت النظم الوضعية القديمة والحديثة عبر تاريخ البشرية الطويل فشلها في تأمين الاستقرار ومصلحة الإنسان وسعادته، كما فشلت في جلب مصالحه ومنافعه، ودفع مفاسده وشروره بما يحقق سعادته في وقت اعترف فيه العالم وحتى خصوم هذا الدين من غير المسلمين بالإعجاز التشريعي الإسلامي المتمثل بمصدرية القرآن والسنة، وذلك أولا ً من خلال الاعتراف العلمي العالمي بأن هذا التشريع يستحق أن يُدرس دراسة علمية على أعلى المستويات مع علمهم أنه لم يأت به إلا رجل أميّ، في بلدٍ أميّ وأمة أمية! وثانيا ً: الاعتراف التشريعي العالمي من خلال المؤتمرات القانونية العالمية مثل مؤتمر لاهاي في القانون المقارن عام 1937م الذي اعتبر الشريعة الإسلامية مصدراً من مصادر التشريع، ومؤتمر جمعية المحامين الدولية في لاهاي عام 1948م، ومؤتمر كلية الحقوق في باريس عام 1951م باسم “أسبوع الفقه الإسلامي”، وثالثا ً: عدم احتياج التشريع الإسلامي للتعديل والتطوير خلافاً لكل قوانين ودساتير الدنيا كل ذلك بفضل مزايا وخصائص الإعجاز التشريعي في القرآن الكريم، وهو ما سنتناوله بشيءٍ من التفصيل

حرم الإسلام قتل النفس سواء قتل الإنسان نفسه أم قتله غيره قال الله تعالى﴿ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا ﴾ {النساء 29} و شنع على هذه الجريمة فاعتبر قتل نفس واحدة: بمثابة قتل الناس جميعا، قال تعالى ﴿ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ﴾ {المائدة 32}﴿ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ﴾ {الأنعام 151}﴿ وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا ﴾ {النساء 93} وفي الحديث: {من قتل معاهداً لم يرح ريح الجنة } وهذا لغير المسلمين الذين يعيشوا بين جماعة المسلمين

وهناك حكمة أخرى في القصاص وإقامة الحدود الشرعية هي أنه بالإضافة إلى العدل الفردي - أي ما بين الجاني والمجني عليه - فإن القصاص يحقق الردع وهو أحد الأهداف الاجتماعية للعقوبة، وهو وحده الذي يمكن أن يحسم شأفة كثير من الجرائم التي انتشرت اليوم في المجتمعات انتشار النار في الهشيم، فالقصاص وحده هو الذي يمكن أن يوقف تلك الجرائم، فإذا أردنا أن نقضي على أبشع الجرائم دون مجاوزة لحدود العدالة، فعلينا بالقصاص، ويجب عندئذ أن نستبعد كل الاعتراضات، بل يمكن أن نطبق القصاص في جرائم يحدد عقوبتها "التعزير" كما يقول الفقهاء، فلا شيء يوقف هذه الجريمة أو يتعادل معها إلا القصاص

وهدى للعقول ورحمة للمؤمنين كما قال تعالى {يا أيها الناسُ قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين}(4)فما هو سر عظمة وروعة وإجلال الإعجاز التشريعي؟ ولماذا عالميّة هذا الإعجاز وما هو سِرّ خلوده؟

ذلك لأنه يهتم بالإنسان ويحافظ عليه ويؤمن له حياة كريمة أمنة

ويتم تقسيم المصالح بالنسبة لحفظ مقاصد الشريعة إلى ثلاثة أقسام: الضروريات والحاجيات والتحسينات

لم تكن الحدود في الإسلام للتشفي من مقترف الجريمة ولا للتنكيل به أو القضاء عليه وإنما هي وسيلة لتصحيح الخطأ الذي وقع فيه وانتشاله من المستنقع الذي وقع فيه ولأخذ الحق منه إن كانت الجريمة متعلقة بحقوق الآخرين وأخيراً لردع الآخرين عن الوقوع بمثل ما وقع به ذلك المخطئ، ولهذا حرصت الشريعة الاسلامية أن لا تقام العقوبة إلا بعد أن تستنفد كافة الوسائل التي من شأنها أن تحد الجاني عن جنايته دون أن يقع الضرر على المجني عليه ولا على الجاني جهد الإمكان، ولذا أمر القاضي أن يكون رؤوفاً بالمخطئين، فيخفِّف عنهم العقاب أو يمنعه لأيِّ شبهة تمنع تطبيقه بغية إعطائهم الفرصة للتوبة والإصلاح، فعن السيِّدة عائشة رضي الله عنها قالت: قال صلى الله عليه وسلم: {ادرؤوا الحدود عن المسلمين ما استطعتم، فإن كان له مخرج فخَلُّوا سبيله فإنَّ الإمام إنْ يخطئ في العفو خير من أن يخطئ في العقوبة} وبالإضافة إلى أن الإسلام أمر القاضي بالرأفة بالخاطئين فإنه دعا المسلمين إلى أن يستر بعضهم هفوات بعض خصوصاً إذا كان الخاطئ متستِّراً غير مجاهر بالخطأ وأعطى صاحب الحقِّ سلطة العفو ما لم يعلم بها ولي الأمر، وعندها لا يقبل منه العفو، لأن الحقَّ تحوَّل إلى حقٍّ عام، فوق كونه حقاً شخصياً لصاحبه

وهناك خمسة أقسام تهتم بها الشريعة هى الدين و النفس و العقل والعرض والمال

فهذه الخمسة المذكورة هي المعروفة عند العلماء بالضروريات الخمس وهي التي أهتمت الشريعة برعايتها والمحافظة عليها

والضروريات هي التي لابد منها في قيام مصالح الدين والدنيا بحيث عند فقدها لم تجر مصالح الدنيا على استقامة بل على فساد وآل مصير الانسان في الآخرة الى الخسران المبين وسميت كليات لأن جميع الأحكام الشرعية تؤول اليها وتسعى للحفاظ عليها والشريعة كلها رحمة وعدل

رغم ما في التكاليف الشرعية من مشقة فانها مقدورة للانسان العادي كما ان الشارع لم يقصد المشقة لذاتها ولكن قصد ما يحصل من ورائها من نفع

وانطلاقا من ذلك يتضح أن الضروريات أو الكليات الخمس التي يسعى الشارع الى الحفاظ عليها بحسب ترتيبها هي: الدين-النفس-العقل النسل-المال

الدين : هو مجموع العقائد والعبادات والأحكام التي شرعها الله سبحانه وتعالى لتنظيم علاقة الناس بربهم وعلاقات بعضهم ببعض حيث قصد الشارع بتلك الأحكام اقامة الدين وتثبيته في النفوس وذلك باتباع أحكام الشرع واجتناب أفعال أو أقوال نهى عنها والحفاظ على الدين ثابت بالنصوص الشرعية التي تدعو الى الايمان وترغب فيه وتتوعد الكفر وتنفر منه قال تعالى {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ } (آل عمران الاية 85(

والنفس قد شرع الاسلام لايجادها وبقاء النوع على الوجه الأكمل الزواج والتناسل كما اوجب لحمايتها تناول ما يقيمها من ضروري الطعام والشراب واللباس والسكن وأوجب دفع الضرر عنها ففرض القصاص والدية وحرم كل ما يلقي بها الى التهلكة

النسل وأوجب حفظ العرض بتحريمه للزنا والمعاقبة عليه وفرض حد القذف لمن يتعدى على أعراض المحصنات ثمانون جلدة

قوله تعالى {والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا وأولئك هم الفاسقون}النور 4

إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم)النور 23 )

لقد أهتم الشرع بحفظ الأعراض حتى لا تلوكها الألسنة

ولعلم الجميع أن الشروط التى وضعها الأسلام لأثبات واقعة الزنا من وجود أربعة شهود رأو واقعة الزنى وقت القيام بها وأن لا يختلف كلام واحد منهم وفى هذه الحالة يتم توقيع حد الجلد المحدد لقذف المحصنات على الأربعة

وليعلم الجميع أن حد الزنا لم يثبت بشاهدة الشهود فى عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدون بل كان يثبت بأعتراف الزانى نفسه وذلك لحرص الشريعة على حماية الأعراض أهم من إقامة الحد وفى قصة الصحابى

ماعز بن مالك الأسلمي رضي الله عنه من صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم، من أشهر مواقفه مع رسول الله صلى الله عليه وسلم موقف اعترافه بجريمة الزنا وإقامة الحد عليه.

فقد روي أن رجلاً من الصحابة اسمه هزَّال هو الذي دفع ماعزًا إلى الاعتراف بجريمة الزنا، فلما أصرَّ ماعز على الاعتراف بالجريمة رجمه رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لأن ماعزًا كان محصنًا، لكن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يَدَعِ الأمر يمرُّ دون أن ينصح لهزَّال والأمة من بعده- قائلاً: ‏وَاللهِ يَا ‏هَزَّالُ لَوْ كُنْتَ سَتَرْتَهُ بِثَوْبِكَ كَانَ خَيْرًا مِمَّا صَنَعْتَ بِهِ

وفي رواية أخرى حاول رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يجد له مخرجًا حتى بعد اعترافه بالزنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم له: «لَعَلَّكَ قَبَّلْتَ أَوْ غَمَزْتَ أَوْ نَظَرْت قال لا

ومن هنا سأله رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الأسئلة محاولاً إخراجه من نطاق إقامة الحدِّ عليه

هل يمكن أن تصل رحمة حاكم، أو عطف مسئول، أو رقَّة قاضٍ إلى هذا الذي نتحدَّث عنه من أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم؟!

ثم إن هناك بُعْدًا آخر في غاية الأهمية دَفَعَ رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى هذا النهج، وهو أنه ‏صلى الله عليه وسلم لا يحبُّ أن تشيع الفاحشة في المجتمع المسلم، فحديث الناس عن هذه الجريمة، وتداول القصة بين أفراد المجتمع، سيجعلهم يألفون الكلام عنها، وهي خطوة قد تقود إلى عدم استنكار الفعل لتكرار الحديث عنه، فهو يُريد للمجتمع أن يُحَافِظ على حيائه، فلا يطرق أسماعَه حديثٌ عن فاحشة، ولا تنتشر فيه قصص الخروج عن الأدب والعرف.. إنه أسلوب نبيل في السيطرة على زمام الأمور، فلا تفسد المجتمعات ولا تنهار.

وأُقِيمَ الحدُّ على ماعز كما قضت الشريعة، فرُجِمَ بالحجارة

أو لعلَّه مناسبًا وحقيقيًّا أن نقول: أُقيم الحدُّ على ماعز كما تمنَّى هو وأراد إن الشريعة الإسلامية رحمة كلها، وليست الشريعة حدود صارمة لا قلب لها ولا عاطفة، ولكنها منظومة كاملة، وكما كان في هذه المنظومة إقامة الحدود للردع، كان فيها تربية المسلمون على التقوى ومراقبة الله تعالى، حتى يصل الأمر إلى أن يأتي الزاني المحصن ليعترف بجريمته ويُرجَمَ، مع أنه ليس عليه شهود

شِ

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

السيستانى أمه كثيرة التمتع وهو إيرانى ولا يتكلم العربية

العلمانية والمدنية والديمقراطية وقوم لوط والمثلية وجدرى القرود

إسماعيل الصفوي تحويل إيران من دولة سنية إلى دولة شيعية صفوية فى عام 1502